٢٩ - خطبة في الحث على لزوم الصراط المستقيم الحمد لله الذي نور بهدايته قلوب العارفين، وأقام على الصراط المستقيم أقدام السالكين.
ونشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، فإياه نعبد وإياه نستعين، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد المرسلين، وإمام المتقين، وقائد المهتدين، اللهم صل وسلم وبارك على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله بلزوم طاعته وطاعة رسوله، وذلك بتصديق الخبر، وامتثال الأمر، واجتناب الزجر، فمن فعل ذلك: فقد استقام على الصراط المستقيم، وهو الطريق المعتدل الموصل إلى جنات النعيم. فقد أمركم الله بسلوك هذا الصراط، والاستقامة عليه، قال تعالى:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}[الأنعام: ١٥٣] وأمركم أن تسألوه وتضرعوا إليه في كل ركعة من ركعات الصلاة، أن يهديكم إليه، وفي الحديث القدسي «يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم» فكل أحد مضطر إلى هداية ربه