٢٠ - خطبة في التوكل على الله والاستعانة به الحمد لله الذي وعد المتوكلين عليه بالكفاية التامة والمعونة، وهون عليهم الأثقال وحمل عنهم المشقة والمؤنة. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى الذي خلقكم ورزقكم ورباكم، والذي أطعمكم وكفاكم وآواكم، والذي أنقذكم من الردى وهداكم، وتوكلوا حق التوكل عليه في إصلاح دينكم ودنياكم، واعلموا أن التوكل على الله من لوازم الإيمان، وبه يتحقق للعبد كل خير وبر وامتنان، فأنتم تعلمون أنكم فقراء مضطرون إلى ربكم في كل الأحوال والشئون، والرب هو الفعال لما يريد إذا قضى أمرا قال له كن فيكون، وهو الذي يعلم من مصالحكم مالا تعلمون، ويريد منها مالا تريدون ويقدر على ما ليس عليه تقدرون، فقوموا بالأسباب متوكلين على الله لا على سواه فأدوا أمره، واجتنبوا نهيه طالبين منه أن يعينكم على محبته ورضاه، وقوموا بالأسباب الدنيوية من تجارة أو صناعة أو فلاحة