٥٤ - خطبة في الوتر وغيره الحمد لله مفضل الأعمال بعضها على بعض، والمتصرف في الأمور كلها بالإحكام والحكم في الطول والعرض، مالك السماوات والأرض، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا يقدر أحد على القدح في حكمته ولا النقض، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد أهل السماوات والأرض، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الحساب والعرض.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله، فإن أصل التقى القيام بالواجبات، وكمال التقوى وزينتها تحليتها بالمستحبات، وخصوصا ما حث عليه الشارع من نوافل الصلاة المؤكدات، فقد حث على الوتر وفضله تفضيلا، وأمر به وأخبر عن فضله وثوابه إجمالا وتفصيلا، فقال:«يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر، فمن لم يوتر فليس منا» . وإن الله قد أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم، وهي الوتر، وهي ما بين أن تصلوا العشاء والفجر، فمن شاء أن يوتر من أول الليل أو وسطه أو