٢٣ - خطبة في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى والعلم واليقين، وأيده بالأدلة القواطع والبراهين، وجعله هدى ورحمة للعالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إمام المتقين وأشرف المرسلين. اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله بمعرفة الحق واتباعه، ومعرفة الباطل واجتنابه. فإن الله أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة لجميع العالمين، وهدى لجميع المتقين. أرسله بكل علم نافع، ودليل صادق، وهدى نافع. علم به الجهالة، وهدى به من الضلالة. ما بقى علم من أصول الدين وفروعه إلا بينه، ولا قاعدة وأصلا من علوم الكون إلا أسسه وأصله. فالعلم الصحيح ما قام عليه الدليل، والنافع من العلوم والمعارف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. شريعته الكاملة هيمنت على جميع الشرائع السابقة وتممتها، وسنته وضحت أمور الدين والدنيا وبينتها. فهي في غاية العدل والحسن لقوم يعقلون. {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}[المائدة: ٥٠]