٧١ - خطبة في الحث على التوبة الحمد لله الذي فتح لعباده أبواب الرحمة والمتاب، ويسر لهم الخروج من التبعات وسهل الأسباب. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له عليه توكلت وإليه متاب. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أكمل مخلص أواب، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه، أشرف آل وأكرم صحاب.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا ربكم وتوبوا إليه ولا تلتفتوا بقلوبكم ولا تعولوا إلا عليه. فقد أمركم بالتوبة ويسر لكم أسبابها، ونهج لكم السبل النافعة، وفتح أبوابها، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}[التحريم: ٨] إلى قوله- {قَدِيرٌ}[التحريم: ٨]{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور: ٣١] وقال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}[طه: ٨٢] فأخبر أنه غفار لمن تاب من السيئات، وآمن بوحدانية الله وما له من عظيم الصفات، وسارع إلى مرضاة ربه بالأعمال الصالحات، ثم اهتدى وداوم على الإنابة إلى الممات. فمن ندم على ما مضى من الزلات، وأقلع في الحال عن