٢٦ - خطبة في حديث «إني حرمت الظلم. . .» الحمد لله الغني الحميد، الواسع الكرم ذي الخير المديد، يسأله من في السماوات والأرض وقد تكفل بشؤون العبيد، فسبحانه من إله كريم، وسع كل شيء رحمة وعلما، وتبارك من أولى عباده عفوا ومغفرة وحلما. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، في جميع النعوت والصفات، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل الرسل وخير المخلوقات، اللهم صل وسلم، وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه أولي الفضائل والكرامات.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، واشكروه على سوابغ نعمه وأياديه، وأشعروا قلوبكم الافتقار إليه على الدوام في هداية قلوبكم وحصول مطلوبكم على التمام، فقد سعد من تعلق قلبه خوفا ورجاء بالملك المولى وقد خاب من طغى وأعرض واستغنى، فمن تعلق بغير الله وكل إليه، ومن تعلق بربه أسعفه بمراده وقربه إليه، قال صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني