٥ - خطبة في أن الجزاء من جنس العمل وأسباب شرح الصدر الحمد لله الذي شرح صدور الموفقين بألطاف بره وآلائه، ونور بصائرهم بمشاهدة حكم شرعه وبديع صنعه ومحكم آياته، وألهمهم كلمة التقوى، وكانوا أحق بها وأهلها، فسبحانه من إله عظيم، وتبارك من رب واسع كريم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، في أسمائه، وصفاته، وأفعاله، وخيراته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أشرف رسله وخير برياته، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه في غدوات الدهر وروحاته.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن سعادة الدنيا والآخرة بصلاح القلوب وانشراحها، وزوال همومها وغمومها وأتراحها، فألزموا طاعة الله، وطاعة رسوله، تدركوا هذا المطلوب، واذكروا الله كثيرا، ألا بذكر الله تطمئن القلوب. أما علمتم أن الإقبال على الله - رغبة ورهبة وإنابة - في جميع النوائب والحالات أعظم الأسباب لانشراح الصدور وطمأنينة النفوس وإدراك الغايات؟ وأن الإعراض عن الله والانكباب على