٥٢ - خطبة في التعرف إلى الله الحمد لله ذي الألطاف الواسعة والنعم، وكاشف الشدائد والمكاره والنقم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجود والكرم، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي فضل على جميع الأمم، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم في طريقهم من الأمم.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى وتعرفوا إلى الله في الرخاء يعرفكم في الشدة، وتقربوا إليه بطاعته يجلب لكم السعادة ويدفع عنكم المشقة، فمن اتقى الله وحفظ حدوده وراعى حقوقه في حال رخائه عرفه الله في شدته ورعى له تعرفه السابق، وكان معه ومحل طمعه ورجائه، قال تعالى:{فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ - لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}[الصافات: ١٤٣ - ١٤٤] فكان ليونس مقدمة صدق نجي بها، ويعين الله ما يتحمله المتحملون، فمن عامل الله في حال صحته وشبابه وقوته عامله الله باللطف والإعانة في حال شدته، ومن كان مطيعا لله لاهجا بذكره في حال السراء أغاثه الله وأنقذه من المكاره والضراء، لا سيما عند انتقاله