للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الدنيا في تلك الشدائد والكروب، فإن الله يلطف به ويثبته فيخرج من الدنيا على غاية المطلوب، ولقي ربه وهو راض عنه حيث قدم رضى ربه على كل محبوب، ومن نسي الله في حال قوته وصحته ولم يتب إلى ربه ولا تاب من زلته- فلا يلومن إلا نفسه حين وقوعه في كربه وشدته وشقوته، قال صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه: «من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولابد له منه» . والمؤمن المتقي إذا حضره الموت فبشر بالسعادة أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، والمعرض الغافل إذا بشر بالشقاء كره لقاء الله وكره الله لقاءه ". {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: ١٨] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

<<  <   >  >>