٦ - خطبة في وجوب العناية بحقوق الله الحمد لله الذي أيقظ الغافلين، ونفع بالتذكرة المؤمنين، فلم يشتغلوا بالدنيا وحدها، بل جمعوا بين الدنيا والدين، وعرفوا ما لربهم من الحق، فقاموا به قيام الصادقين، أحمده حمد الحامدين، وأشكره وأستعينه، فهو نعم المولى ونعم المعين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى الأمين، اللهم صل وسلم على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله حق تقواه لتفوزوا بنعيمه ورضاه، فإن الله خلقكم لمعرفته وعبادته، فطوبى لمن قام بحق مولاه، فحقه عليكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شركا خفيا ولا جليا، وأن تحققوا المتابعة والإخلاص، ويكون الله وحده لكم ناصرا ووليا، فتداركوا أعماركم بالتوبة النصوح، وإصلاح الأعمال قبل احترام النفوس وحضور الآجال، قبل أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وطاعة ذي الجلال، كيف تغترون بالدنيا وقد أمدكم بعمر يتذكر فيه من تذكر