٣٧ - خطبة في عمل اليوم والليلة الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فما أعظمه ربا وملكا قديرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أرسله إلى جميع الثقلين بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله تعالى جعل الأوقات والشهور تتكرر على العباد لتقوم وظائف الطاعات، وتنشط النفوس على الخيرات، لما مضت الأشهر الثلاثة الكرام، أولها رجب وآخرها شهر الصيام، أعقبها بالشهور الثلاثة شهور الحج إلى بيته الحرام، فكما أن من صام رمضان وقام غفرت له جميع الذنوب والآثام فمن حج البيت أو اعتمر غفرت ذنوبه فضلا من الملك العلام، فما يمضي على المؤمن وقت من الأوقات، إلا ولله عليه وظيفة من وظائف الطاعات، فإذا قام بها ووفاها كان من الذاكرين الله كثيرا