٢٣ - خطبة في سؤال العبد عن النعم الحمد لله الذي أعطى عباده الأسماع والأبصار والأفئدة لعلهم يشكرون، وأسدى عليهم أصناف النعم وسيحاسبهم عليها وعنها يسألون، فمن استعان بها على طاعة المنعم فأولئك هم المفلحون، ومن صرفها في معاصيه، فأولئك الذين خسروا أنفسهم وأهلهم القيامة، ألا ذلك هو الخسران المبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي إذا أراد شيئا قال له كن فيكون، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي ختمت به الأنبياء والمرسلون، وبهديه وسيرته يهتدي المهتدون، اللهم صلي وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم في الأقوال والأفعال والحركة والسكون.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله واعرفوا مقدار نعم الله، فقد قال صلى الله عليه وسلم:«لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمس، عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم» . فكلنا معشر المسلمين مسئول عن هذه الخمس، كما أخبر به الصادق في