[خطبة في قوله صلى الله عليه وسلم احرص علي ما ينفعك]
١٣ - خطبة
في قوله صلى الله عليه وسلم «احرص علي ما ينفعك» الحمد لله الذي جعل الشريعة محتوية على الهدى والشفا والنور، وأوصل من استرشد بكلامه وكلام رسوله إلى كل خير وسرور، أحمده على أوصافه الكاملة وأسمائه الحسنى، وأشكره على آلائه الباطنة والظاهرة وما له من عميم النعمى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته وربوبيته، ولا نديد له في عظمته وكبريائه ومجده وأحديته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير بريته، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه القائمين بحقوقه ونصرته.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله حق تقواه، وتمسكوا بإرشاد نبيه وهديه وهداه، فقد قال صلى الله عليه وسلم:«احرص على ما ينفعك واستعن بالله» ، فيالهما من كلمتين عظيمتين جمع فيهما خيري الدنيا والآخرة، لمن فهمهما وعمل بهما من العباد، فأما الحرص والجد في تحصيل الأمور النافعة في المعاش والمعاد، وذلك بالاجتهاد في القيام بعبودية الله التي خلق الله المكلفين لأجلها، وبما يعين على ذلك من كسب الحلال المساعد على أمرها، ولا