١٤ - خطبة في الحث علي إكرام البهائم والنهي عن أذيتها الحمد لله الرحيم الرحمن، الملك الكريم الديان.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الملك والربوبية والسلطان، ولا ند له في الألوهية، ولا في الكرم والإحسان، ولا مثل له في كمال العدل، والقسط والميزان، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، المبعوث إلى الإنس والجان. اللهم صل وسلم على محمد، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله بالإحسان في عبادته، واحنوا على المخلوقات، واتقوا الظلم فإن الظلم يوم القيامة ظلمات، وارحموا هذه المخلوقات التي سخرها لكم المولى، فمن رحمها وأحسن إليها جوزي بالحسنى، ومن أساء إليها أو عذبها فله عاقبة الشر والسوأى. فقد «أخبر صلى الله عليه وسلم أن امرأة عذبت في هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض» . كما أخبر أن بغيا غفر الله لها جرمها بكلب رحمته فسقته وأنقذته. وقال صلى الله عليه وسلم:«في كل كبد رطبة أجر» .