٦١ - خطبة في معرفة الله الحمد لله الولي الحميد، المبدىء المعيد، الفعال لما يريد، الذي تفرد بكل كمال وجلال وجمال، فهو الغني المجيد، وتوحد بالألوهية والربوبية، فلا ضد له في ذلك ولا نديد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ذو الجلال في عظمته وكبريائه، وأوصاف التمجيد، وذو الإكرام الذي ملأت مهابته ومحبته قلوب صفوة العبيد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي هدى أمته إلى كل فعل جميل وقول سديد، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعهم في الهدى الرشيد.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله وراقبوه، واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه. لقد تعرف لكم بأسمائه الحسنى وصفاته، وتحبب إليكم بنعمه المتواترة وآلائه. أخبركم أنه أحاط بكل شيء رحمة وعلما، وحكمة واقتدارا، وأنه غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، إعذارا لكم وإنذارا، وأنه يحب المحسنين والمتقين، كي نسارع إلى تحقيق التقوى ونتسابق إلى الإحسان. ويحب الصابرين ترغيبا لنا في الصبر على المكاره وعلى الطاعات