٦٣ - خطبة في فضل الدين الإسلامي الحمد لله الذي شرع لنا من الدين ما وصى به المرسلين، وأكمله وأتم به النعمة على المؤمنين، وجعله حجة قاطعة وآية ساطعة على المعاندين، وأشهد أن لا إله إلا الله، فإياه نعبد وإياه نستعين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد المرسلين، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه، الذين أصلح الله بهم الدنيا والدين.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله واذكروا نعمة الله عليكم، إذ كنتم قبل هذا الدين أعداء فألف بينكم بهذا الدين القويم، وكنتم قبله غواة ضالين فهداكم به الصراط المستقيم، فهو الدين الحاوي لروح الرحمة والعلم والحكمة، المساوي في أحكامه بين أصناف الأمم على وفق العدالة والرأفة والرحمة، هدى الله به من الضلالة، وأنقذ به من الجهالة، فكم ألان قاسيا، وهذب خشنا، وعلم جاهلا، ونبه غافلا، وكم أزال من تقاعد وكسل، وكم أصلح من فاسد وإخلال وخلل، وكم حث على الخيرات والفضائل، وحذر من الشرور والرذائل، وكم جمع الأشتات