٥١ - خطبة في الاستقامة الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي ليس لفضله منتهى ولا مدد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير مولود وأشرف ولد، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه صلاة وسلاما بغير عدد.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وتقربوا إليه، واستقيموا إليه، واسلكوا كل طريق يوصلكم إليه، فقد «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك، قال:" قل آمنت بالله ثم استقم» ، فجمع صلى الله عليه وسلم في هذه الوصية أصول الخير وفروعه، بلفظ موجز واضح مثمر للسعادة والفلاح وجميع المصالح، فقوله: " آمنت بالله " أي أعترف من صميم قلبي أنه ربي وإلهي الذي لا رب لي سواه، ولا معود لي إلا إياه، وأنه الموصوف بصفات الكمال، المنزه عن العيوب والنقائص والمثال، الأول الذي ليس قبله شيء، الآخر الذي ليس بعده شيء، الظاهر الذي ليس فوقه شيء،