وإن لصاحبه المقام الأعلى عند الملك المتعال، بالصدق يصل إلى منازل الأبرار، وبه تحصل النجاة من الآفات وعذاب القبر وعذاب النار، بالصدق يكون العبد معتبرا عند الله وعند الخلق، قال صلى الله عليه وسلم:«البيعان بالخيار فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما» ، فالبركة مقرونة بالصدق والبيان، والتلف والمحق مقرون بالكذب والكتمان، والمشاهدة أكبر شاهد على ذلك والعيان، لا تجد صادقا إلا مرموقا بين الناس بالمحبة والثناء والتعظيم، ولا كذابا إلا ممقوتا بهذا الخلق الأثيم، الصادق يطمئن إلى قوله العدو والصديق، والكاذب لا يثق به بعيد ولا قريب، الصادق الأمين مؤتمن على الأموال والحقوق والأسرار، ومتى حصل منه كبوة أو عثرة فصدقه يقيه العثار، والكاذب لا يؤمن على مثقال ذرة، ولو فرض أحيانا لم يحصل به الثقة والاستقرار، ما كان الصدق في لا زانه، ولا الكذب في شيء إلا شانه، الصدق طريق الإيمان، والكذب بريد النفاق، اللهم تفضل علينا بالصدق في أقوالنا وأفعالنا وجميع أحوالنا، إنك جواد كريم، رؤوف رحيم.