٢٧ - خطبة في التحذير من حلق اللحى الحمد لله الذي من علينا بالنبي الكريم، وهدانا به إلى الصراط المستقيم، واستنقذنا به من طرق الجحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله الرب الرحيم، الملك الجواد الكريم، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي هو بالمؤمنين رؤوف رحيم، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم في كل هدي قويم.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى وتمسكوا بهدي نبييكم المصطفى وامتثلوا أوامره واجتنبوا ما عنه زجر ونهى، فقد أمركم بحف الشوارب وإعفاء اللحى، وأخبركم أن حلق اللحى وقصها من هدي الكفار والمشركين، ومن تشبه بقوم فهو منهم فأحذروا مشابهة الظالمين، يا عجبا لمن يؤمن بالله واليوم الآخر، كيف يزهد في هدي نبيه وأصحابه والتابعين لهم بإحسان؟! ويختار هدي كل كافر وفاسق فأين الأيمان؟ لقد أكرم الله الرجال باللحى وجعلها لهم جمالا ووقارا، فيا ويح من حلقها وأهانها وعصى نبيه جهارا، أيظن هؤلاء أن حلقها يكسب صاحبها بهاء وجمالا، كلا والله إنه ليشين الوجه، ويذهب نوره، ويزداد به إثما