٦٠ - خطبة واعظة الحمد لله الخالق ومن سواه مخلوق، الرازق وغيره عبد فقير مرزوق. أحمده على ما له من الصفات وأسأله أن يعيننا على أداء الحقوق. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته وربوبيته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل بريته، اللهم صل وسلم على محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم في سنته.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى وإياكم والاغترار بالأماني والآمال، فإنكم على وشك النقلة والارتحال، أين من جمع الأموال ونماها؟! وافتخر على أقرانه وتمتع بلذاته وباهى؟! أما ترون القبر قد حواه والتراب قد أكله وأبلاه، ولم يبق له إلا ما قدمت يداه، {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ - فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ}[الانشقاق: ٦ - ٧]- إلى قوله - {وَيَصْلَى سَعِيرًا}[الانشقاق: ١٢] كتاب ينطق بما جرى شفاها، كتاب عرف بجميع الأعمال حسنها وسيئها وجلاها، تعرض خائنة الأعين على من قد رآها، وخافية الصدور وصاحبها قد أخفاها، لا يغادر كبيرة ولا صغيرة