٣٤ - خطبة في التوحيد الحمد لله الذي خلق المكلفين ليعبدوه، وأدر عليهم الأرزاق ليشكروه، ووضح لهم الأدلة والبراهين ليعرفوه، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي يتعين علينا أن لا ندعو غيره ولا نخافه ونرجوه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي فاق الرسل من جميع الوجوه، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه جميع الذين اتبعوه.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله وأطيعوه، واحذروا جميع ما يسخطه وتتبعوا مراضيه، أما دلكم على وحدانيته بالآيات البينات، أما وضح لكم معرفته بالحجج والبراهين القاطعات، تعرف لكم بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا ونعمه الواسعة العظمى. {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ - الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ - فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}[الانفطار: ٦ - ٨]{وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ - وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}[الذاريات: ٢٠ - ٢١]{خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ - ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ - ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ}[السجدة: ٧ - ٩] وجعل له السمع والبصر والفؤاد وجميع