للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القوى فتبارك الله أحسن الخالقين، أحسن بقدرته المخلوقات، وزين السماء بالشمس والقمر والكواكب النيرات، ومهد الأرض وأودع فيها منافعها المتنوعات، وثبتها بالجبال الشم الشاهقات، أجرى فيها العيون والأنهار، وأخرج أصناف الزروع والأشجار والثمار، وجعلها متاعا للبشر وأنعامهم، فتبارك الكريم القهار، أسبغ على عباده النعم، وصرف عنهم المكاره والنقم، فكم له على عباده من الخير المدرار، فهو المتفرد بالعطاء والمنع والخفض والرفع، وهو الواحد الغفار، مجيب الدعوات، وفارج الكربات، ومغيث اللهفات، وسامع الأصوات بتفنن اللغات، فسبحان الحليم الستار، يعلم السر وأخفى، وإليه ترفع الحاجات والشكوى، وإليه ينتهي السائلون، وهو محل النجوى، ومزيل المكاره والشدائد والأخطار، يقول تعالى في الحديث القدسي: «إني والجن والأنس في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر سواي خيري إليهم نازل وشرهم إلي صاعد أتحبب إليهم بالنعم، وأنا الغني عنهم ويتمتعون إلي بالمعاصي وهم الفقراء إلي» ، فاتقوا الله عباد الله وراقبوه، وتوبوا إليه كل وقت واستغفروه، وانظروا إلى كثرة نعمه عليكم، فاشتغلوا بالثناء عليه، والجؤا إلى الله وتوكلوا عليه. أجارنا الله وإياكم من النار وغفر لنا الذنوب والأوزار، وبارك لنا ولكم في القرآن العظيم.

<<  <   >  >>