للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الباطن الذي ليس دونه شيء، المحيط بكل شيء رحمة وعلما وقدرة ومشيئة وحكما، الحميد في أسمائه وأوصافه وأفعاله. الحكيم في خلقه وشرعه وعطائه ومنعه، الرحمن الرحيم، الجواد الكريم، الذي شمل العباد بواسع نواله، يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن، يغفر ذنبا ويفرج كربا، ويعطي سائلا، ويرفع أقواما ويضع آخرين، بيده ملكوت كل شيء، وإليه مرجع كل حي، ليس للعباد غنى عن طاعته والافتقار إليه، ولا لهم ملجأ ومعاذ وملاذ ولا اضطرار إلا إليه، فمن آمن بالله على الوجه الذي جاء عن رسول الله واستقام على شرع الله فقد استقام على الصراط المستقيم، واستحق الفوز في جنات النعيم. ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولا بمجرد الأقوال الخالية من الأعمال، إنما الإيمان ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال، وأثمر الخشية من علام الغيوب. {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ - الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ - أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: ٢ - ٤] المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم، وتمام الاستقامة بمعرفة الخير

<<  <   >  >>