للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والكروب، أليس من إحسانه إليكم أن سهل لكم كل مطلوب؟ فكم لله من خيرات وبركات ربانية، وكم له من أسرار وألطاف ظاهرة وخفية، أما قدر أسبابا وأعمالا متنوعة لتقوم بها معائش الخلق ويرتفقوا، أما سخر الغني للفقير والفقير للغني لينتفع الجميع ويرتزقوا؟ أما خصكم بما فجر لكم من ينابيع الأرض والعيون الجارية؟ أما أفادكم من بركات أرضه ونعمه المتتابعة المتوالية؟ أما ذلك نعمة في حق الأغنياء، وزيادة فضل عليهم وامتنان، ونعمة في حق الفقراء، لتكثر الأعمال والحرف ويتوافر الإحسان، فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون، وأكثروا من ذكره وشكره لعل النعم تدوم عليكم وترحمون، جعلنا الله وإياكم من الشاكرين لنعمائه، الصابرين على أقداره وبلائه، وجعل ما أنعم به علينا معونة على الخير، ودفع عنا وعن المسلمين كل شر وضير {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} [الشورى: ١٩] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

<<  <   >  >>