وهونها، ومن قصد نحوه صادقا كفاه كل مؤنة وزين في قلبه مسالك الخير وحسنها، كيف يرهب الخلق في رضى الخالق من يعلم أن الأجل محتوم؟ وكيف يخشى الفقر فيما ينفق من ماله في الخير من تيقن أن الرزق مقسوم؟ كيف لا يطمئن إلى كفاية الله ورزقه من يعلم أن الله تكفل بأرزاق الخليقة؟ كيف لا يثق بوعد من قال:{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}[سبأ: ٣٩] ؟ وهو الذي بيده خزائن الملك على الحقيقة، كيف يتسخط العبد المصائب والمكاره والله هو الذي قدرها؟ كيف لا يحتسب له ثوابها ويرجو ذخرها من يعلم أن الله هو الذي أجراها ودبرها؟ ألا وإن الإيمان بقضاء الله وقدره يوجب الطمأنينة إلى الله في كل الحالات، ويسهل على العبد اقتحام الصعاب والأهوال الملمات، قال صلى الله عليه وسلم:«إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف. واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا» . {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[التغابن: ١١] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.