للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ} [الأعراف: ٢٧] {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: ١٦٨] فحققوا رحمكم الله الإيمان بالله والتوكل عليه لتعتصموا به من هذا العدو المبين، فـ {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ - إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل: ٩٩ - ١٠٠] فمن صدق الله ورسوله وأطاعهما فقد حقق الإيمان، ومن قوي اعتماده وثقته بالله فقد حقق التوكل عليه، والله نعم العون لمن به استعان. وقال تعالى آمرا بهذين الأصلين: {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا} [الملك: ٢٩] {قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} [الرعد: ٣٠] فالزموا هذين الأمرين ظاهرا وباطنا، فما خاب من توكل عليه وإليه أناب. وحافظوا على قراءة المعوذتين عند المساء والصباح، وأكثروا من ذكر الله، فإنه دافع للأعداء ومحصل للفلاح، وليقل أحدكم: {رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ - وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون: ٩٧ - ٩٨] أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق، وذرأ وبرأ، ومن طوارق الليل وطوارق النهار، إلا طارقا يطرق بخير يا رب ". فلقد سعد من اعتصم وتوكل على الرحمن، فسلم بحفظ الله من نزغات الشيطان، ولقد خاب من أعرض عن ربه فافترسته الأعداء. {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف: ٥٠] بارك الله لي ولكم.

<<  <   >  >>