للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخالق الناس بخلق حسن» ، ثلاث منجيات وثلاث مهلكات: فأما المنجيات فتقوى الله في السر والعلانية، والقول بالحق في الرضى والغضب، والقصد في الغنى والفقر، أما المهلكات فهوى متبع وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه وهي أشدهن، ومن تواضع لله رفعه، فهو في نفسه صغير وفي أعين الناس عظيم، ومن تكبر وضعه الله فهو في أعين الناس صغير، وفي نفسه كبير، حتى لهو أهون عليهم من كلب وخنزير، بئس العبد عبد تخيل واختال، ونسي الكبير المتعال، بئس العبد عبد تجبر واعتدى، ونسي الجبار الأعلى، بئس عبد سهى ولهى ونسي المقابر والبلاء، بئس العبد عبد عتى وطغى، ونسي المبتدأ والمنتهى، بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين، بئس العبد عبد طمع يقوده، بئس العبد عبد هوى يضله، بئس العبد عبد رغب يذله، من التمس رضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، ومن التمس رضى الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس الدواوين ثلاثة: ديوان لا يغفره الله، وهو الإشراك بالله، يقول الله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: ٤٨] وديوان لا يتركه الله وهو ظلم العباد فيما بينهم حتى يقتص بعضهم من بعض، وديوان لا يعبأ الله به؛ ظلم العباد فيما بينهم وبين الله، فذاك إلى الله إن

<<  <   >  >>