للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تتردد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين غيره.

وأُجِيبوا: بأنّ احتمال إرادةِ غيرِ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعيدٌ، وقد روى البُخَارِيّ في "صحيحه" (١) في حديث ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه في قصته مع الْحَجَّاج حين قال له: ((إن كُنْتَ تُريدُ السُّنَّةَ فَهَجِّرْ بالصلاة)) قال ابن شهاب: فقلت لسالمٍ: أَفَعَلَهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ((وهل يَعْنون (٢) بذلك إلا سُنَّتَهُ؟!))، فَنَقَلَ سالمٌ -وهو أحدُ الفقهاء السبعة (٣) مِن أهل المدينة،


(١) برقم ١٦٦٢، الحج.
(٢) كذا في الأصل، وفي صحيح البخاري: "يتبعون"، وذكر الحافظ في فتح الباري، ٣/ ٥١٤، أن في بعض النسخ: "يبتغون"، وكلها صحيحةٌ مِن حيثُ المعنى.
(٣) "وهم: خارجة بن زيد، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وعروة بن الزبير، وعبيد الله ابن عبد الله بن عتبة، وسعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وسليمان بن يسار، ويُشْكل على هذا أن سالماً ليس معدوداً فيهم"، حاشية د. نور الدين عتر. قلتُ: بل الحافظ ابن حجر قال هنا بشأنِ سالم: "وهو أحدُ الفقهاء السبعة"، وذلك بحسبِ قوْل مَن عدَّ سالماً في الفقهاء السبعة، وقد توارد على هذا الرأي كثيرون، فمنهم مَن عدّه في مكان أبي سلمة بن عبد الرحمن، ومنهم مَن عدّه في مكان أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي. وفي تدريب الراوي عدَّ الفقهاءَ السبعةَ، فقال:
"ومن أكابر التابعين وأعلمِهم الفقهاء السبعة بالمدينة:
١ - سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ. ٢ - وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. ٣ - وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ.
٤ - وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. ٥ - وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. ٦ - وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ. ٧ - وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ الْهِلَالِيُّ أَبُو أَيُّوبِ. هَكَذَا عَدَّهُمْ أَكْثَرُ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْحِجَازِ.
وَجَعَلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بَدَلَ أَبِي سَلَمَةَ.
وَجَعَلَ أَبُو الزِّنَادِ بَدَلَهُمَا -أَيْ: سَالِمٍ وَأَبِي سَلَمَةَ- أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ"، ٢/ ٢٤٠.

<<  <   >  >>