[خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام]
أول أشراط الساعة: خروج الدجال، والمقصود بـ الدجال شخص يمخرق ويدّعي أنه رب أو أنه الله، ثم يُفتن به الناس ما عدا المؤمنين المصدقين الذين اعتصموا بالله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهم الفرقة الناجية.
يُفتن به الناس لأنه يسلط على الخلق بأن يكون معه ما يفتن، فتسخّر معه السحاب والمطر، ويكون معه ما يشبه الجنة وما يشبه النار، يعد من أطاعوه واتبعوه بجنة يراها الناس الذين يُفتنون معه، وهي في الحقيقة تئول بهم إلى النار، وكذلك معه نار يهدد بها من لم يتبعه، ويلقيهم فيها وهي تئول بهم إلى الجنة.
ويفتن الناس به من حيث إنه يتسع رزق من يطيعه وتمطر له الأرض وينبت له النبات، وغير ذلك من الأمور التي تجعل من لم يعرف حقيقة الدجال ولم يكن مؤمناً حقاً يُفتن به فيهلك.
ثم إنه يمر الأرض جميعاً ما عدا مكة والمدينة، ويتبعه المفتونون حتى من أهل مكة والمدينة، ذلك أنه إذا أقبل على مكة والمدينة لا يتمكن من دخولهما؛ لكنها ترتجف فيخرج من في قلبه ريب وشك نسأل الله السلامة.
وهو أعور، وعليه علامة الكفر كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أنه مكتوب على جبينه أو على وجهه: (ك ف ر) يعني كافر، قد يكون هذا فعلاً بالحروف يقرأ وقد يكون بعلامات يعرفها أهل الفراسة من أهل الإيمان، فالله أعلم، لكن لا شك أنه حق.
وحينما يُفتن به الناس يبقى المؤمنون أهل الحق لا يؤمنون به وينجيهم الله من فتنته، ويحدث لأحد المؤمنين قصة معه، وذلك أنه يُنكره ويحذّر منه، فيحاول أن يلقيه أو يعذّبه فلا يتمكن أول الأمر، ثم مرة أخرى يحاول أن يلقيه في ناره فيقذف به فيدخل الجنة.
وقد ورد أنه يخرج من المشرق من أرض العراق وما وراءها من أرض أصفهان، وهي الآن تقع في أجزاء من إيران، وربما يدخل في وصفها أجزاء من العراق، ويخرج معه سبعون ألفاً من يهود أصفهان عليهم الطيالسة.
ثم ينتهي به المقام إلى الشام، فينزل عليه عيسى بن مريم فيؤيد المسلمين المؤمنين الذين يقاتلون الدجال، ويكون معهم في ذلك الوقت المهدي، ثم يهزم عيسى الدجال ويقتله.
وحين ينزل عيسى عليه السلام من السماء ينزل بين ملكين على المنارة البيضاء في المسجد شرقي دمشق، ويبقى عيسى كما جاء في بعض النصوص ٤٠ سنة، وقيل أقل من ذلك.
هذه هي العلامة الأولى: خروج الدجال.
والثانية: نزول عيسى.