هذه قاعدة شرعية عظيمة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، والمحدثة في الدين ليس المقصود بها في العبادات فقط كما يظن بعض الناس، بل كل ما أُحدث في العبادات، وفي العقائد، وفي الأعياد، وفي الأحكام من الحلال والحرام فكل ما أُحدث على غير دليل شرعي فهو بدعة، بل العادات إذا أخذت جانب التعبد والالتزام صارت بدعة، ولذلك أكثر ما يُدخل الناس البدع من خلال ما يسمونه بالعوائد، فيتخذون عادة ثم يلزمون أنفسهم بها وتلتزمها الأجيال جيلاً بعد جيل حتى يُظن أنها من الدين، ومن خالفها كان مخالفاً للدين، وانظروا إلى بعض العوائد الموجودة عند الأعراب وعند بعض الناس، وبعض طوائف الناس نجد أنهم يظنون أنها من الدين، حتى يعتقدون أن من خالفها فهو مخالف للسنة.
إذاً حتى العوائد إذا أخذت الالتزام بها فإنها تكون بدعة؛ لأنها تأخذ شكل التدين، وأعظم من ذلك الأعياد، بعض الناس يظن أن الأعياد داخلة من باب العادات، والأعياد تشريع وداخلة في العبادات دخولاً أولياً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حصر في الحديث الصحيح أعياد المسلمين بعيدين فقط، ما زاد عنهما فهو بدعة مهما بُرر له، ومهما سُمي من الأسماء والشكليات.