و (الجهمية)، وهم أتباع الجهم بن صفوان، وهو رأس المعطلة وأول من أعلن التعطيل بعد الجعد بن درهم، ولذلك لما نشط الجهم وبذر أصوله ودعا إليها وصار له أتباع سُمي التعطيل باسمه، وإلا فالتعطيل الذي هو إنكار أسماء الله وصفاته وأفعاله بدأه قبله الجعد بن درهم؛ لكن الجعد وجد في وقت قوة الدولة الإسلامية، وكان أهل الحل والعقد يأمرون فيُطاعون، فقد اجتمع له طائفة من السلف وناظروه وأقاموا عليه الحجة، فأصر على بدعته فحكموا بضرورة قتله دفعاً لفتنته وحماية للمسلمين فقُتل، لكن الجهم عاش في فترة ما بين ضعف الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية، ففي هذه الفترة نشط كثير من أهل الأهواء، فاستطاع الجهم أن يبذر أقواله وأصوله، وقد قتل سنة (١٢٨هـ) أي في وقت ضعف الدولة الأموية، فوجد له أتباع، فلما كثر أتباعه وانتشر هذا المذهب على يده سُمّي باسمه، فسمي أتباعه الجهمية، وهم الذين ينكرون أسماء الله وصفاته وينكرون أفعال الله عز وجل، وكذلك يقولون بالقدر، أي: يقولون بالجبر والإرجاء الكفري، وهم المرجئة الغلاة.