ثم ذكر العشرة المبشرين بالجنة، وأنهم يشهد لهم بذلك جزماً، وهم الخلفاء الأربعة الذين مر ذكرهم، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وذكر طلحة والزبير فيه رد على الذين طعنوا في أصحاب الجمل وصفين، أو الذين شاركوا أو ابتلوا بالفتنة التي حدثت بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، فإن الذين طعنوا يرد عليهم بمثل هذا الحديث الذي يشهد لهؤلاء بأنهم من أهل الجنة.
وتعرفون أن أول من طعن فيهم الخوارج، فقد كفروا طلحة والزبير ثم كفروا عدداً كبيراً من الصحابة، وكذلك لحق بهم طوائف من القدرية والمعتزلة والجهمية والروافض فيما بعد، وصار هذا من دينهم الذي يجعلونه ضمن العقائد الأساسية.
وسعد هو سعد بن أبي وقاص، وسعيد هو سعيد بن زيد رضي الله عنه، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة.
ثم قال:(وكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم شهدنا له بها) يعني: من ثبت في حديث من الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد له، فإنا نشهد له إذا صح الحديث، سواء كانت شهادة بالجملة كفئات من الصحابة مثل أهل بيعة الرضوان، أو بالتخصيص ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم سوى العشرة، كـ ثابت بن قيس وعكاشة بن محصن وغيرهم.