فيبدل ألفا بعد الفتح، وواوا بعد الضم، وياء بعد الكسر. فالضمير في (فأبدله) يعود على الهمز، وفي (عنه) يعود على حمزة. وقوله:(مسكنا) بكسر الكاف حال من ضمير الفاعل المستتر في قوله (فأبدله).
والمعنى: فأبدل أيها القارئ الهمز عن حمزة حرف مدّ حال كونك مسكنا الهمز سواء كان سكونه أصليّا، أم كان متحركا في الأصل فسكنته أنت للوقف، فحينئذ يكون قوله (مسكنا) شاملا لما سكونه أصلي، وهو يكون في وسط الكلمة وفي آخرها، وما سكونه عارض ولا يكون إلا آخر الكلمة. وقوله (ومن قبله تحريكه قد تنزّلا)، (تحريكه) مبتدأ والضمير فيه يعود على الحرف المدلول عليه بقوله: (ومن قبله) وجملة (قد تنزلا) خبر المبتدأ، (ومن قبله) متعلق (بتنزلا) والهاء فيه يعود على الهمز، والجملة من المبتدأ والخبر حال من الهاء في قوله (فأبدله)، وتقدير البيت: فأبدل الهمز عن حمزة حرف مدّ حال كونك مسكنا له، وحال كون الهمز متحركا ما قبله، ويؤخذ من هذا: أن حمزة لا يبدل الهمز حرف مدّ إلا بشرطين:
الأول: أن يكون الهمز ساكنا. الثاني: أن يكون ما قبله متحركا، واشتراط تحرك ما قبل الهمز يحتاج إليه في الهمز الساكن الذي سكونه عارض للوقف نحو قالَ الْمَلَأُ* عند الوقف عليه والمقصود من هذا الاشتراط الاحتراز عن الهمز الساكن الذي عرض سكونه للوقف ويكون ما قبله ساكنا نحو يَشاءُ*، شَيْءٍ* السُّوءَ*، قُرُوءٍ. فإن لهذا النوع من الهمز حكما سيذكره الناظم في الأبيات الآتية، أما الهمز الساكن الذي سكونه أصلي: فلا يكون ما قبله إلا متحركا.
والخلاصة: أن الناظم ذكر في هذا البيت حكم الهمز الساكن المتحرك ما قبله، سواء كان في وسط الكلمة، أم في آخرها، وسواء كان سكونه أصليّا، أم عارضا، فمثال ما سكونه أصلي وهو في وسط الكلمة: يَأْكُلُونَ*، بَوَّأْنا*، تَأْثِيماً، تَأْخُذُونَهُ*، مَأْمَنَهُ، الذِّئْبُ*، وَبِئْرٍ، فَبِئْسَ*، شِئْتُما*، وَجِئْنا*، يُؤْفَكُ*، لا يُؤْخَذُ*، أَنُؤْمِنُ*، الْمُؤْمِنُونَ*. ومثال ما سكونه أصلي وهو في آخر الكلمة: اقْرَأْ*، أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ، إِنْ يَشَأْ*، نَبِّئْ*، وَهَيِّئْ، وَيُهَيِّئْ، وَمَكْرَ السَّيِّئِ في قراءة حمزة وليس في القرآن همزة متطرفة ساكنة وسكونها أصلي وقبلها ضمة.
ومثال ما سكونه عارض وهو لا يكون إلا في آخر الكلمة: بَدَأَ*، أَنْشَأَ*، أَسْوَأَ*، عَنِ