حركتان. وعلى هذا يكون في الوقف عليه وجهان: القصر والمد فالقصر على تقدير حذف الأولى أو الثانية، والمد على تقدير إبقاء الألفين أو حذف الثانية، وصرح العلماء بجواز التوسط فيه قياسا على سكون الوقف، فيكون فيه حينئذ ثلاثة أوجه عند الإبدال: القصر، والتوسط، والمد.
وفيه وجهان آخران ستعرفهما فيما بعد، والأمثلة جاءَ*، السُّفَهاءُ*، السَّماءِ*، شُرَكاءُ*، يَشاءُ*، الْماءُ*، الْأَعْداءَ.
٢٤٠ - ويدغم فيه الواو والياء مبدلا ... إذا زيدتا من قبل حتّى يفصّلا
المعنى: هذا هو النوع الخامس: من أنواع الهمز المتحرك الواقع بعد ساكن؛ يعني أن حمزة يدغم الواو والياء الزائدتين في الهمز الذي بعدهما حال كونه مبدلا الهمز حرفا من جنس ما قبله حتى يمكن الإدغام، فيبدل الهمز الذي بعد الواو الزائدة واوا، ويدغم الواو الزائدة فيها، ويبدل الهمز الذي بعد الياء الزائدة ياء، ويدغم الياء الزائدة فيها، سواء كان الهمز في وسط الكلمة أم في آخرها. مثال الهمز الواقع بعد الواو الزائدة قُرُوءٍ فيقف عليه حمزة بإبدال الهمز واوا، وإدغام الواو التي قبلها فيها. ولم يقع في الكتاب العزيز همزة متوسطة في الكلمة واقعة بعد واو زائدة.
ومثال الهمزة الواقعة بعد ياء زائدة، والهمز في وسط الكلمة: خَطِيئَتُهُ، خَطِيئاتِكُمْ، هَنِيئاً مَرِيئاً، بَرِيئُونَ. ومثال الهمزة الواقعة بعد ياء زائدة والهمزة في آخر الكلمة النَّسِيءُ، بَرِيءٌ*، دُرِّيٌّ. فحمزة عند الوقف يبدل الهمزة في هذه الأمثلة ونحوها ياء، ويدغم الياء التي قبلها فيها والواو والياء الزائدتان هما اللتان ليستا حرفا أصليّا من حروف الكلمة وبنيتها. فلا تقعان فاء للكلمة ولا عينا ولا لاما لها، بل تقعان بين العين واللام، فقروء على وزن فعول، النَّسِيءُ، بَرِيءٌ* على زنة فعيل، وخَطِيئَتُهُ على وزن فعيلة. وهَنِيئاً* على وزن فعيلا وهكذا بخلاف الواو والياء الأصليتين فإنهما من بنية الكلمة وسبق بيان حكم الهمز بعدهما. وقوله: (حتى يفصّلا) معناه حتى يميز في الحكم بين الهمزة الواقعة بعد الواو والياء الزائدتين، والواقعة بعد الواو والياء الأصليتين.
٢٤١ - ويسمع بعد الكسر والضّمّ همزة ... لدى فتحه ياء وواوا محوّلا
٢٤٢ - وفي غير هذا بين بين ومثله ... يقول هشام ما تطرّف مسهلا
المعنى: لما ذكر حكم الهمز المتحرك الواقع بعد ساكن في الأبيات السابقة، ذكر هنا حكم الهمز المتحرك الواقع بعد متحرك، والهمز المتحرك الواقع بعد متحرك تسعة أقسام. وبيان ذلك:
أن الهمز يحرك بالحركات الثلاث، وما قبله كذلك فتضرب حركات الهمز في حركات ما قبله فيصير الجميع تسعة. وقد تضمن البيت الأول حكم قسمين من الأقسام التسعة.
القسم الأول: أن يكون الهمز مفتوحا وما قبله مكسورا، نحو خاطِئَةٍ*، ناشِئَةَ، مِائَةَ*، مِائَتَيْنِ*، فِيهِ*، فِئَتَيْنِ*، بِأَيِّكُمُ*، وَلِأَنْعامِكُمْ*، وَنُنْشِئَكُمْ، لِئَلَّا*، لِأَهَبَ. وحكم الهمز في هذا القسم أن يبدل ياء خالصة.
القسم الثاني: أن يكون الهمز مفتوحا وما قبله مضموما نحو يُؤَيِّدُ، مُؤَذِّنٌ*، فُؤادَكَ*، يُؤَلِّفُ، يُؤاخِذُ*، يُؤَخِّرَ*، وَلُؤْلُؤاً*، مُؤَجَّلًا. وحكم الهمز في هذا القسم أن يبدل واوا خالصة. فمعنى البيت: ويسمع حمزة الناس همزة المفتوح بعد الكسر ياء، وبعد الضم واوا، وعلى هذا فقوله: (همزة) مفعول ثان والأول محذوف تقديره الناس كما قررنا. وقوله: (محولا) نعت للواو وحذف نعت الياء لدلالة نعت الواو عليه أي ياء محولا وواوا محولا