١٧ - فما ظنّكم بالنّجل عند جزائه ... أولئك أهل الله والصّفوة الملا
اللغة: الإجلال والتبجيل: معناهما التوقير والتعظيم، نادى الناظم قارئ القرآن المتمسك به، المعظم له، الواقف عند حدوده، وبشّره بما تضمنته الأبيات بعده. والهنيء المريء: هو ما يستطاب من الطعام والشراب ثمّ عمم بالتهنئة لكل أمر سار. وهما منصوبان على المفعولية، والتقدير: صادفت هنيئا مريئا، أو على الحال والتقدير ثبت لك النعيم حال كونه هنيئا مريئا، أو على أنهما صفتا مصدر محذوف والتقدير عش عيشا هنيئا مريئا. وقوله:
والداك: مبتدأ، وجملة: عليهما ملابس أنوار: خبره. والحلىّ: جمع حلية وهي الهيئة من
التحلي الذي هو لبس الحلي. وفي قوله: والداك إلخ إشارة إلى قوله صلّى الله عليه وسلم: «من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا؟»[رواه أبو داود وغيره]. وقوله: فما ظنكم بالنجل عند جزائه: النجل: النسل كالولد يقع على المفرد والجمع والمذكر والمؤنث. والاستفهام هنا فيه معنى التعظيم والتفخيم.
المعنى: والأمر أي: ظنّوا ما شئتم من الجزاء لهذا الولد الذي يكرّم والداه من أجله. وفي قوله: أولئك أهل الله إشارة إلى قوله صلّى الله عليه وسلم: «إن لله أهلين من الناس» قيل من هم يا رسول الله؟ قال:«أهل القرآن أهل الله وخاصته»[أخرجه البزار وابن ماجة].
والصفوة: الخالص من كل شيء. وأشار بالصفوة إلى الخاصة المذكورة في الحديث الآنف الذكر، والملا: الأشراف والرؤساء وهو موافق لقوله صلّى الله عليه وسلم: «أشراف أمتي حملة القرآن»[أخرجه أبو العلاء الهمذاني]:
١٨ - أولو البرّ والإحسان والصّبر والتّقى ... حلاهم بها جاء القرآن مفصّلا
المعنى: أن أهل القرآن هم أصحاب الخير والإحسان والصبر على الطاعات. والبعد عن المحرمات، صفاتهم جاء بها القرآن مفصّلا لها.
١٩ - عليك بها ما عشت فيها منافسا ... وبع نفسك الدّنيا بأنفاسها العلا