عن القراء. وأما القطع: فهو قطع الصوت على الكلمة بقصد الكف عن القراءة والانتقال عنها إلى أمر آخر، والوقف بهذا المعنى منقول من الوقف اللغوي وفرد من أفراده؛ لأنه هنا وقف عن تحريك حرف بمعنى أنه ترك تحريكه.
والمعنى: أن إسكان الحرف الموقوف عليه هو الأصل في الوقف، وأما غيره من الروم والإشمام: ففرع عن الإسكان، ومعنى (تعزّلا) أي: انعزل وتجرد عن الحركة كما يقال:
هذا جندي أعزل، بمعنى: أنه تجرد من السلاح. وقوله:(وعند أبي عمرو إلخ) يعني:
وعند أبي عمرو والكوفيين في الوقف طريق جميل ومذهب حسن؛ أى ورد النص عنهم بذلك ويفهم من قوله:(والاسكان أصل الوقف) أن لهم الإسكان أيضا عند الوقف.
وقوله:(وأكثر أعلام القرآن إلخ) معناه: أن أكثر مشاهير النقلة الملازمين للقرآن المتصدين لتعليمه وإقرائه الذين هم كالأعلام في الاهتداء بهم وهم أهل الأداء يرون الروم والإشمام لجميع القراء أحق ما يتوجه إليه الإنسان ويرتبط به ويهتم بشأنه، والمقصود أن أكثر أهل الأداء يأخذون بالروم والإشمام لباقي القراء وهم: نافع وابن كثير وابن عامر اختيارا واستحبابا وإن لم يرد عنهم نص بذلك. وهذا معنى قول الداني في التيسير: والباقون، أي: غير أبي عمرو، والكوفيين لم يرد عنهم في ذلك شيء، واستحب أكثر شيوخنا من أهل الأداء أن يوقف عندهم بالروم والإشمام أيضا، وفهم من قوله:(وأكثر) أن غير الأكثر من أهل الأداء يقصر الأخذ بالروم والإشمام على من ورد عنهم النص والرواية بهما .. انتهى. و (المطول) بكسر الميم وسكون الطاء وفتح الواو: الحبل، ويكنى به عن السبب الموصل إلى المطلوب، فكأنه قال: هو أحق الأسباب سببا.