صوت خفي و (تنول) مضارع نوّل يقال: نولته فتنول أى أعطيته فأخذ.
قال العلامة أبو شامة: وفي ذلك أي في قوله: (تنولا) إشارة إلى قصد السماع أي:
كل دان سامع منصت لقراءتك فهو المدرك لذلك بخلاف غيره من غافل أو أصم انتهى.
ولا يحكم الروم ويضبطه إلا التلقي والأخذ من أفواه الشيوخ المهرة المتقنين.
٣٦٩ - والاشمام إطباق الشفاه بعيد ما ... يسكّن لا صوت هناك فيصحلا
المعنى: حقيقة الإشمام أن تطبق شفتيك عقب تسكين الحرف، بأن تجعل شفتيك على صورتهما إذا انطقت بالحرف المضموم، ولا يدرك ذلك إلا بالعين فلا يدركه الأعمى.
والمقصود منه: الإشارة إلى أن ذلك الحرف الساكن للوقف حركته الضم.
قال الإمام الداني في التيسير: الإشمام ضمك شفتيك بعد سكون الحرف أصلا، ولا يدرك معرفة ذلك الأعمى لأنه لرؤية العين لا غير إذ هو إيماء بالعضو إلى الحركة .. انتهى.
وقال السخاوي: هو الإشارة إلى الحركة من غير تصويت ولذلك قال: (لا صوت هناك فيصحلا). يقال:(صحل) بكسر الحاء يصحل بفتحها: إذا صار في صدره بحّة تحول بينه وبين رفع صوته، أي: ليس هناك صوت ما عند الإشمام حتى يكون ضعيفا يسمع، فالمقصود: نفي وجود الصوت بالكلية فكأنه يقول: ليس هناك صوت ما ولا ضعيف وفي هذا إشارة إلى الفرق بين الإشمام والروم؛ فإن الروم معه صوت ضعيف، والإشمام عار منه؛ لأنه ضم الشفتين بعد حذف كل حركة المتحرك. وقول الناظم:(إطباق الشفاه) جمع شفة ولكل إنسان شفتان اثنتان فجمع الناظم بالنظر لتعدد القراء. وقوله:(بعيد) بالتصغير لإفادة اتصال ضم الشفتين بالإسكان، فلو تراخى فإسكان مجرد.
قال بعض المحققين: وفائدة الروم والإشمام: بيان الحركة الأصلية التي تثبت في الوصل للحرف الموقوف عليه ليظهر للسامع أو للناظر كيف تلك الحركة ولذا يستحسن الوقف بهما إذا كان بحضرة القارئ من يسمع قراءته أما إذا قرأ في خلوة فلا داعي إلى الوقف بهما انتهى.
٣٧٠ - وفعلهما في الضّمّ والرّفع وارد ... ورومك عند الكسر والجرّ وصّلا