٣٧٥ - أو امّا هما واو وياء وبعضهم ... يرى لهما في كلّ حال محلّلا
المعنى: هاء الضمير بالنظر إلى ما قبلها سبعة أنواع:
الأول: أن يكون قبلها ضم نحو: فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ، آثِمٌ قَلْبُهُ.
الثاني: أن يكون قبلها أمّ الضم وهي الواو الساكنة سواء كانت مدية نحو: وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ، أَحْصاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ. أم كانت لينة نحو: وَشَرَوْهُ.
الثالث: أن يكون قبلها كسر نحو: مِنْ رَبِّهِ*، بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ.
الرابع: أن يكون قبلها أمّ الكسر وهي الياء الساكنة سواء كانت مدية نحو: فِيهِ*، أَخِيهِ*، فَأَلْقِيهِ. أم لينة نحو: عَلَيْهِ*، لِوالِدَيْهِ، إِلَيْهِ*.
الخامس: أن يكون قبلها فتح: لَنْ تُخْلَفَهُ، سَفِهَ نَفْسَهُ، وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ.
السادس: أن يكون قبلها أمّ الفتح وهي الألف نحو: اجْتَباهُ وَهَداهُ، أَنْ تَخْشاهُ.
السابع: أن يكون قبلها حرف ساكن صحيح نحو: فَلْيَصُمْهُ، مِنْ لَدُنْهُ*، فَأَهْلَكَتْهُ.
وقد بين الناظم أن جماعة من أهل الأداء منعوا إدخال الإشمام والروم في الأنواع الأربعة الأولى، فالنوع الأول والثالث مذكوران في قوله: (ومن قبله ضم أو الكسر). والنوع الثاني والرابع مذكوران في قوله (أو اما هما واو وياء) والواو في قوله: (ومن قبله) للحال.
والجملة في قوله: (ومن قبله ضم إلخ) من الهاء في قوله: (وفي الهاء) والتقدير: قوم أبوا دخول الروم والإشمام في هاء الضمير، والحال أن ما قبل الهاء ضم أو كسر أو واو أو ياء.
هذا ما أفاده النظم بطريق المنطوق ويؤخذ بطريق المفهوم أن هذه الجماعة تجيز دخول الروم والإشمام من غير الأنواع الأربعة الأولى أي: تجيزه في الأنواع الخامس والسادس والسابع.
وقوله: (وبعضهم يرى لهما في كل حال محللا) يرى بضم الياء فعل مبني للمجهول يحتاج لمفعولين الأول: الضمير المستتر في يرى القائم مقام الفاعل وهو يعود على البعض.
والثاني: (محللا) وهو اسم فاعل من التحليل ضد التحريم. وقوله: (لهما) متعلق به وكذا في كل حال، والتقدير: وبعض أهل الأداء يرى محللا أي: مجيزا للروم والإشمام في هاء الضمير في جميع أحوالها السبعة المذكورة فيستفاد من النظم: أن في هاء الضمير من حيث دخول الروم والإشمام فيها عند الوقف مذهبين: