محتمل لهذين الأمرين وارتضى شيوخ الإقراء واستحسنوا اتباع خط المصحف بالنسبة لابن كثير، وابن عامر، وإن لم ترد عنهم رواية بذلك. وقوله:(وما اختلفوا فيه)(ما) اسم موصول مبتدأ، وجملة (اختلفوا) صلته. و (حر) حقيق، اسم منقوص أعلّ إعلال قاض خبر الموصول. (أن يفصلا) أن وما بعدها في تأويل مصدر فاعل لقوله (حر).
المعنى: والذي اختلف فيه القراء السبعة من الكلمات جدير وحقيق شرحه وتبيينه كما سيأتي.
المعنى: هاء التأنيث: التي تكون تاء في الوصل قسمان: قسم رسم في المصاحف بالهاء على لفظ الوقف، وقسم رسم فيها بالتاء المجرورة على لفظ الوصل، ولا خلاف بين القراء أن الوقف على القسم الأول يكون بالهاء تبعا للرسم، وأما القسم الثاني فوقف عليه بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي مخالفين في ذلك أصلهم وهو اتباع رسم المصحف، ووقف الباقون على هذا القسم بالتاء متابعين أصولهم في ذلك وهي مسايرة خط المصحف.
وقد تكفّل علماء التجويد ببيان الكلمات التي رسمت في المصاحف بالتاء، وبيان الكلمات التي رسمت بالهاء، فمثال ما رسم بالتاء: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ في الأعراف، بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ في هود، اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ* في فاطر. ومثال ما رسم بالهاء: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ في آل عمران، وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ في النحل، أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ في هود.
٣٧٩ - وفي اللّات مع مرضات مع ذات بهجة ... ولات رضى هيهات هاديه رفّلا
المعنى: وقف الكسائي على هذه الكلمات بالهاء اللَّاتَ في أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى في النجم، (مرضات) حيث وقع القرآن، ذاتَ في حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ بالنمل، وَلاتَ في وَلاتَ حِينَ مَناصٍ في ص، وقيد ذاتَ ب بَهْجَةٍ احترازا عن نحو: ذاتَ
بَيْنِكُمْ، ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ. فلا خلاف بين القراء في الوقف عليها بالتاء. وأما لفظ بَهْجَةٍ فهو مرسوم بالهاء في جميع المصاحف والوقف عليه بالهاء لجميع القراء، ووقف