«الحال المرتحل» قيل: ما الحال المرتحل؟ قال: «الخاتم المفتتح».
١١٢٦ - وفيه عن المكّين تكبيرهم مع ال ... خواتم قرب الختم يروى مسلسلا
اللغة: الضمير في قوله (فيه) يعود على القرآن، وفي قوله (تكبيرهم) يعود على القراء.
وقوله (المكين) أصله المكيين حذفت ياء النسب لضرورة الشعر.
والمعنى: أن تكبير القراء في القرآن مع الخواتيم أي أواخر السور التي هي قريبة من آخر القرآن- وسيأتي بيانها- يروى عن القراء المكيين رواية مسلسلة، وذلك أن البزي روى عن عكرمة بن سليمان قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، فلما بلغت وَالضُّحى قال لي:
كبر عند خاتمة كل سورة؛ فإني قرأت على عبد الله بن كثير، فلما بلغت وَالضُّحى قال لي:
كبر حتى تختتم. وأخبره عبد الله بن كثير، أنه قرأ على مجاهد وأمره بذلك، وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك، وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك، وأخبره أبي بن كعب أنه قرأ على النبي صلّى الله عليه وسلم فأمره بذلك [أخرجه البيهقي في شعب الإيمان والحاكم في المستدرك].
والمسلسل في اصطلاح المحدثين: ما اتصل إسناده على صفة إما في الراوي كالمسلسل بالتشبيك ووضع اليد على الكتف والتبسم بعد التحديث، وإما في الرواية كالمسلسل بلفظ عن أو سمعت أو أخبرنا أو نحو ذلك.
١١٢٧ - إذا كبّروا في آخر النّاس أردفوا ... مع الحمد حتّى المفلحون توسّلا
١١٢٨ - وقال به البزّيّ من آخر الضّحى ... وبعض له من آخر اللّيل وصّلا
بين في البيت الأول آخر مواضع التكبير، وفي البيت الثاني أولها، ومفعولا (أردفوا) محذوفان، والتقدير: أردفوا التكبير- مع قراءة سورة الحمد- قراءة أول سورة البقرة حتى يصلوا إلى قوله تعالى:
وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ و (توسلا) مفعول من أجله؛ أي تقربا إلى الله تعالى بتلاوة كلامه.
والمعنى: إذا كبر القراء المكيون ومن أخذ عنهم في آخر سورة الناس (أردفوا) التكبير بقراءة سورة الفاتحة، وأول سورة البقرة إلى قوله تعالى: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ