لك مذاهب القراء السبعة في الكلمات السابقة فنقول: فأما يُؤَدِّهِ* وقوله: وَنُصْلِهِ، ونُؤْتِهِ* فيقرأ بإسكان هائها: حمزة وشعبة وأبو عمرو. ويقرأ بقصر هائها: قالون بلا خلاف عنه، ولهشام فيها الوجهان القصر والإشباع، ويقرأ الباقون بالإشباع قولا واحدا وهم: ورش، وابن كثير، وابن ذكوان، وحفص، والكسائي. ويؤخذ المد- وهو الإشباع- لهم من الضد؛ لأنه ضد القصر، كما يؤخذ المد
لهشام وهو الوجه الثاني له من الضد، فيكون خلاف القراء في هذه الكلمات دائرا بين إسكان هائها وقصرها ومدها. وأما فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ بالنمل: فمذاهب القراء فيها كمذاهبهم في يُؤَدِّهِ* وأخواتها سواء بسواء، غير أن حفصا يقرؤها بإسكان الهاء كشعبة ومن معه. وأما وَيَتَّقْهِ بالنور: فقرأها حفص بسكون القاف وقصر الهاء وقرأها قالون بكسر القاف وقصر الهاء، وقرأ أبو عمرو وشعبة بكسر القاف وسكون الهاء، ولهشام فيها وجهان الأول: كقالون والثاني: بكسر القاف وإشباع الهاء، ولخلاد فيها وجهان: الأول: بكسر القاف وسكون الهاء، والثاني: بكسر القاف وإشباع الهاء، وقرأها الباقون، وهم: ورش، وابن كثير، وابن ذكوان، وخلف، والكسائي بكسر القاف وإشباع الهاء، واعلم أن كسر القاف لغير حفص يؤخذ من لفظ الناظم. وأن المد في الهاء لأصحاب المد ولهشام وخلاد في وجههما الثاني يؤخذ من الضد. وأما يَأْتِهِ مُؤْمِناً فقرأ بإسكان الهاء السوسيّ وحده، وقرأ باقي القراء غير قالون وهشام بكسر الهاء مع الإشباع. ولكل من قالون وهشام وجهان وهما: كسر الهاء مع القصر والإشباع ويؤخذ الإشباع لقالون وهشام في وجههما الثاني، ولباقي القراء غير السوسي من الضد. هذا ما يؤخذ من النظم، ولكن المحققين على أن هشاما ليس له من طريق النظم وأصله إلا الإشباع في لفظ يَأْتِهِ في طه، فينبغي الاقتصار له عليه.
١٦٥ - له الرّحب والزّلزال خيرا يره بها ... وشرّا يره حرفيه سكن ليسهلا
المعنى: قرأ السوسي بلا خلاف عنه، والدوري عن أبي عمرو وهشام بخلف عنهما، وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ، في سورة الزمر بإسكان الهاء. وقرأ بقصر الهاء: حمزة، وعاصم،