للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أول الكلمة التالية سمّي المد حينئذ: مدّا منفصلا نحو: يا أَيُّهَا*، قُوا أَنْفُسَكُمْ، فِي أَنْفُسِكُمْ*، وإن وجد الهمز قبل حرف من حروف المد سمّي المد:

مد بدل نحو: آمَنُوا* أُوتُوا*، إِيماناً*، وإن وجد الهمز بعد حرف من حرفي اللين سمّي المد حينئذ: مد لين نحو سَوْأَةَ*، شَيْئاً*، وإن وجد بعد حرف المد السكون فإما أن يكون ثابتا وصلا ووقفا، وإما أن يكون ثابتا وقفا فقط، فإن كان ثابتا في الحالين سمّي المد مدّا لازما نحو: الضَّالِّينَ* أَتُحاجُّونِّي وإن كان ثابتا في حال الوقف فقط سمّي مدا عارضا للسكون نحو: مَآبٍ*، يُؤْمِنُونَ* نَسْتَعِينُ.

الإطلاق الثاني: للمد: وهو إثبات حرف مد في الكلمة من غير إطالة الصوت به كقول

الناظم في سورة الأنعام: ودارست حق مده، وقوله في الشعراء: وفي حاذرون المد، فالمراد:

إثبات حرف المد وهو الألف بعد الدال في الأول وبعد الحاء في الثاني من غير إطالة الصوت به.

أما القصر فهو في اللغة: الحبس. وفي الاصطلاح: له معنيان أيضا: الأول: ترك إطالة الصوت وإثبات حرف المد واللين أو حرف اللين من غير زيادة عليهما، كقوله: فإن ينفصل فالقصر بادره طالبا، وقوله: وما بعد همز ثابت أو مغير فقصر، الإطلاق الثاني: حذف حرف المد من الكلمة كقوله: وفي عاقدت قصر ثوى، وقوله: وقل لابثين القصر فاش، فإن المراد حذف حرف المد وهو الألف بعد العين في الأول، واللام في الثاني. وقد بين الناظم في البيت الأول أنه إذا لقيت الألف- وتقدم أنها لا تكون إلا حرف مد ولين؛ لأنها لا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا، أو الياء الساكنة الواقعة بعد كسرة أو الواو الساكنة الواقعة بعد ضمة- إذا لقى حرف مد من هذه الأحرف الثلاثة همزا؛ طوّل حرف المد، أي زيد في مده على ما فيه من المد الأصلي لجميع القراء وعلم هذا من الإطلاق. ومراده بهذا البيت المد المتصل؛ لأنه ذكر حكم المد المنفصل في البيت الآتي وهو قوله: فإن ينفصل إلخ. وقد اتفق القراء على مد المتصل زيادة على ما فيه من المد الأصلي ولكنهم متفاوتون في هذه الزيادة وإن كانت عبارة الناظم مطلقة تحتمل التسوية كما تحتمل التفاوت. وقد نقل عنه تلميذه العلامة السخاوي أنه كان يقرئ في هذا النوع بمرتبتين: طولى لورش وحمزة وتقدر بثلاث ألفات؛ أي بست حركات. ووسطى: وتقدر بألفين؛ أي بأربع حركات وهي لباقي القراء. وقول الناظم: أو ياؤها،

<<  <   >  >>