الضمير يعود على الألف؛ لأنها شريكتها في أن كلّا حرف مد، وقيد الناظم الياء بكسر ما قبلها، والواو بضم ما قبلها، ولم يقيدهما بالسكون، اعتمادا على أن السكون يفهم من الأمثلة التي ذكرها بعد. وقول الناظم: فإن ينفصل إلخ، معناه: أن ينفصل حرف المد واللين عن الهمز بأن يكون حرف المد واللين في آخر كلمة، والهمز في أول كلمة تالية لها، فقصر حرف المد بمقدار حركتين؛ أي الاقتصار على ما في حرف المد من المد الطبيعي الذي فيه كما إذا لم يصادف همزا ثابتا عن المرموز لها بالباء والطاء وهما: قالون والدوري عن أبي عمرو بخلاف عنهما، وثابت أيضا عن المرموز لهما بالياء والدال وهما: السوسي وابن كثير بلا خلاف عنهما، فيكون للسوسي وابن كثير في المنفصل القصر قولا واحدا، ويكون لقالون والدوري فيه وجهان: القصر والتوسط بمقدار أربع حركات، ويكون لباقي القراء غير ورش وحمزة التوسط بمقدار أربع حركات، ويكون لورش وحمزة فيه المد بمقدار ست حركات كالمتصل.
وحاصل الكلام في المد المنفصل: أنّ للسوسي وابن كثير فيه القصر حركتين قولا واحدا، وأن لقالون والدوري فيه القصر والتوسط، وأن لباقي القراء غير ورش وحمزة التوسط أربع حركات، وأن لورش وحمزة المد ست حركات.
وحاصل الكلام في المد المتصل: أن ورشا وحمزة يمدانه مدّا مشبعا بمقدار ست حركات، وأن باقي القراء يمدونه مدّا متوسطا بمقدار أربع حركات، هذا هو المعتمد المقروء به المعول عليه في المدين للقراء السبعة، وهو الذي كان يقرئ به الإمام الشاطبي كما نقله عنه السخاوي، كما سبق.
ثم ذكر الناظم أمثلة للمتصل وأخرى للمنفصل، فمثل للمتصل بقول: كجيء، في قوله تعالى: وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ، ومثله سِيءَ بِهِمْ* وبقوله عَنْ سُوءٍ في قوله تعالى:
أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ ومثله ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وبقوله شاءَ* ومثله جاءَ* ومثل للمنفصل بقوله فِي أُمِّها، ومثله أُولِي أَجْنِحَةٍ، وبقوله وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ونبه الناظم بهذا المثال على أن واو الصلة التي لم ترسم في المصاحف حكمها حكم غيرها من الواوات التي رسمت في المصاحف نحو قُولُوا آمَنَّا*، قُوا أَنْفُسَكُمْ، ومثل: وَأَمْرُهُ إِلَى في الحكم وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ، عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ. عند من يصل الميم كما بِهِ أَنْ يُوصَلَ* ونحوها مما لم ترسم فيه الياء في المصاحف حكمها حكم فِي أُمِّها مما رست فيه الياء في المصاحف ففي كل منها مد منفصل، وأنت ترى من الأمثلة التي