ذكرها الناظم أنه أتى بأنواع المد المتصل الثلاثة، أعنى الذي حرف المد فيه ياء وواو وألف، وأتى للمد المنفصل بنوعين من الأمثلة:
النوع الأول: ما حرف المد فيه ياء، والثاني: ما حرف المد فيه واو، ولم يساعده النظم على الإتيان بما حرف المد فيه ألف، ومثاله لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ* لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ.
والضمير في قوله (اتصاله) وفي قوله (ومفصوله) بحرف المد، و (الدر) في كلام الناظم بفتح الدال اللبن، و (المخضل) النبات الرطب الناعم.
١٧١ - وما بعد همز ثابت أو مغيّر ... فقصر وقد يروى لورش مطوّلا
١٧٣ - سوى ياء إسرائيل أو بعد ساكن ... صحيح كقرآن ومسئولا اسألا
١٧٤ - وما بعد همز الوصل ايت وبعضهم ... يؤاخذكم آلآن مستفهما تلا
١٧٥ - وعادا الأولى وابن غلبون طاهر ... بقصر جميع الباب قال وقوّلا
المعنى: لما ذكر في الأبيات السابقة حكم حرف المد الواقع قبل الهمز ذكر في هذه الأبيات حكمه إذا وقع بعد الهمز فقال: وما بعد همز إلخ. يعني: وحرف المد الذي وقع بعد همز ثابت أو متغير فقصر أي فهو ذو قصر، أو فهو مقصور لجميع القراء ورش وغيره كما هو مقتضى الإطلاق، والهمز الثابت: هو الهمز المحقق الذي لم يطرأ عليه تغير، والمغير: هو الذي لحقه التغير، إما بنقل حركته إلى ما قبله نحو الآخرة، وإما بتسهيله بين بين نحو جاءَ آلَ*، وإما بإبداله ياء نحو لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها. وقد يروى حرف المد الواقع بعد
همز محقق أو مغير ممدودا مدّا طويلا مشبعا لورش. ووسطه جماعة من أهل الأداء عن ورش.
والحاصل: أن حرف المد إذا وقع بعد همز سواء كان هذا الهمز محققا أم مغيرا بأي نوع من أنواع التغير فحكمه أنه يقصر لجميع القراء يستوي في ذلك ورش وغيره، وروى جماعة عن ورش مده مدّا طويلا بمقدار ست حركات، وروى آخرون عنه توسطه بمقدار أربع حركات، فيكون لورش فيه ثلاثة أوجه: القصر والتوسط والمد.
ثم مثل الناظم لهذا النوع من المد بأربعة أمثلة، اثنين