للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما وقع بعد همز محقق وهما:

آمَنَ الرَّسُولُ، وَآتَى الْمالَ، ونحوهما وَنَأى بِجانِبِهِ*، لِإِيلافِ قُرَيْشٍ، أُوتُوا الْكِتابَ*، يَؤُساً، رَؤُفٌ*. مُتَّكِؤُنَ، مُتَّكِئِينَ*.

واثنين لما وقع بعد همز مغير وهما: هؤُلاءِ آلِهَةً، وهذا قد وقع بعد همز مغير بالإبدال ومثله: مِنَ السَّماءِ آيَةً، يُنادِي لِلْإِيمانِ. وهذا وقع بعد همز مغير بالنقل ومثله الْآخِرَةُ*، مَنْ آمَنَ*، ابْنَيْ آدَمَ أَلْفَوْا آباءَهُمْ، قُلْ إِي وَرَبِّي، قَدْ أُوتِيتَ، والناظم في هذه الأمثلة ذكر حرف المد إذا كان ألفا أو ياء ولم يذكر ما يكون واوا، ومثاله: وَأُوحِيَ*، أُوتِيتُمْ*. وكذلك لم يذكر حرف المد الواقع بعد همز مغير بالتسهيل ومثاله: آمَنْتُمْ*، أَآلِهَتُنا* جاءَ آلَ لُوطٍ.

ثم استثنى الناظم من حرف المد الواقع بعد الهمز المحقق أو المحقق أو المغير الذي تجوز فيه الأوجه الثلاثة لورش كلمتين مخصوصين وقاعدتين عامتين، فأما الكلمتان: ف إِسْرائِيلَ* حيث وقعت في القرآن الكريم، ويُؤاخِذُ* حيث وقعت وكيف تصرفت نحو لا تُؤاخِذْنا، لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ*، وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ*. فليس في ياء إِسْرائِيلَ* وألف يُؤاخِذُ* إلا القصر كسائر القراء، وهذا مذهب جميع أهل الأداء عن ورش، غير أن قول الناظم: وبعضهم يؤاخذكم. يدل بمنطوقه على أن بعض أهل الأداء الناقلين قراءة ورش استثنى الألف من كلمة يُؤاخِذُكُمُ* فلم يوسطها ولم يمدها ويدل بمفهومه على أن البعض الآخر أجراها كغيرها فأجاز فيها التوسط والمد مع أن هذه الكلمة مستثناة بالإجماع كما تقدم فكان على الإمام الشاطبي أن يحذف كلمة وبعضهم.

وأما القاعدتان فالأولى: أن يقع حرف المد بعد همز ويكون ذلك الهمز واقعا بعد ساكن صحيح متصل نحو الْقُرْآنُ*، الظَّمْآنُ، مَسْؤُلًا*، مَذْؤُماً فلا يجوز في هذا وأمثاله لورش إلا القصر. وقوله: أو بعد ساكن، احتراز عن حرف المد الواقع بعد همز وقع هذا الهمز بعد متحرك نحو ساوى، مَآبٍ*، ففيه الأوجه الثلاثة لورش. وقوله:

صحيح، احتراز عن حرف المد الواقع بعد همز، هذا الهمز بعد ساكن غير صحيح وهو حرف

المد نحو وَجاؤُ* فاؤُ. وحرف اللين نحو (سوءات) الْمَوْؤُدَةُ ففيه الأوجه الثلاثة أيضا لورش. وقولنا: متصل، احتراز عن حرف المد الواقع بعد همز وقع هذا الهمز بعد ساكن صحيح منفصل عن الهمز بأن يكون هذا الساكن في كلمة والهمز في كلمة أخرى نحو مَنْ آمَنَ*، مَنْ أُوتِيَ* ففيه الأوجه الثلاثة كذلك لورش.

<<  <   >  >>