للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسكون يعرض للحرف المتحرك من الكلمة عند الوقف عليه فحسب. وقد بين الناظم في الشطر الأول من البيت حكم القسم الأول؛ فأخبر أن حرف المد الواقع قبل الساكن الذي سكونه لازم في الوصل والوقف مقروء بالمد المشبع عن كل القراء سواء كان الساكن مدغما في غيره نحو الضَّالِّينَ*، الطَّامَّةُ، الصَّاخَّةُ، وَحاجَّهُ قَوْمُهُ، آلذَّكَرَيْنِ*، اللَّهِ خَيْرٌ*، ونحو وَلا تَيَمَّمُوا، وَلا تَعاوَنُوا في قراءة البزي. ونحو وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) فَالزَّاجِراتِ زَجْراً (٢) فَالتَّالِياتِ ذِكْراً وَالذَّارِياتِ ذَرْواً، في قراءة حمزة، فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً، فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً، في

قراءة خلاد عن حمزة، أم لم يكن الساكن مدغما في غيره نحو آلْآنَ* في الموضعين بيونس على وجه الإبدال، وص، وق، ون، وَمَحْيايَ في قراءة من أسكن الياء. وعلى هذا يكون المراد بالمد في قوله الناظم: وعن كلهم بالمد، المد المشبع المقدر بستّ حركات، ويكون المراد من ساكن في قوله: ما قبل ساكن؛ الحرف الساكن الذي سكونه لازم وصلا ووقفا، وكان على الناظم أن يقيد الساكن بما يكون في الكلمة التي فيها حرف المد ليحترز بذلك عن الساكن الذي يكون في كلمة أخرى غير الكلمة التي فيها حرف المد نحو وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً* وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا، وَإِذَا الْجِبالُ*، قالُوا اطَّيَّرْنا، وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ، غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ، فإن حرف المد حكمه الحذف فيما ذكر وأمثاله. ثم بين في الشطر الثاني من البيت حكم القسم الثاني فأخبر أن حرف المد الذي يقع بعده سكون عارض عند الوقف فيه وجهان: الأول- المد المشبع المقدر بست حركات والثاني- التوسط المقدر بأربع حركات لجميع القراء أيضا، ولم يصرح بهما الناظم لشهرتهما، ومعنى قوله: (أصلا) جعلا أصلا يعتمد عليه أي اشتهر الوجهان في النقل فجعلا أصلين يعتمد عليهما، وأشار بذلك إلى أن هنالك وجها ثالثا لم يؤصل؛ أي لم يشتهر اشتهار الوجهين السابقين وهو الاقتصار على ما في حرف المد من المد وهو القصر، ولا يقدح في جواز هذا الوقف، أن فيه الجمع بين الساكنين؛ لأن الجمع بين الساكنين مغتفر في الوقف ولأن هذا السكون عارض فلا يعتد به، قال العلماء: ولا فرق في هذا الحكم بين أن يكون حرف المد مرسوما في المصاحف نحو الْعالَمِينَ* الرَّحِيمِ* يُؤْمِنُونَ* مَتابِ، أَوَلَمْ يَكُنْ مرسوما نحو الرَّحْمنِ*، ولا فرق أيضا بين أن يكون أصلا كما ذكر من الأمثلة أو يكون

<<  <   >  >>