بدلا من همزة كالوقف على الذِّئْبُ*، وَلَمْ يُؤْتَ، وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ عند المبدلين، والخلاصة أن حرف المد الذي يقع بعده سكون عارض للوقف يجوز فيه لكل القراء ثلاثة أوجه: القصر، والتوسط، والمد. وهذه الأوجه الثلاثة تجوز أيضا في حرف المد الذي بعده سكون عارض للإدغام كما في الإدغام الكبير للسوسي نحو قالَ لَهُمْ*، الرَّحِيمِ (٣) مالِكِ، يَقُولُ رَبَّنا*.
١٧٧ - ومدّ له عند الفواتح مشبعا ... وفي عين الوجهان والطّول فضّلا
١٧٨ - وفي نحو طه القصر إذ ليس ساكن ... وما في ألف من حرف مدّ فيمطلا
اللغة والمعنى:(ومد) فعل أمر وضمير له يعود على الساكن؛ لأن كلامه في البيت السابق فيما يمد لأجل الساكن فكأنه قال: ومد لأجل الساكن، و (مشبعا) بكسر الباء منصوب على الحال من فاعل مد أو بفتح الباء على أنه صفة مصدر محذوف و (عند الفواتح) أي فيها. أمر الناظم القارئ أن يمد حرف المد كونه مشبعا هذا المد، أو مدّا مشبعا لأجل الساكن في فواتح
السور. والحروف التي تمد مدّا مشبعا في فواتح السور سبعة لام في الم* أول البقرة وآل عمران والأعراف ويونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والعنكبوت والروم ولقمان والسجدة، وميم في أوائل: البقرة، وآل عمران والأعراف والرعد والعنكبوت والروم ولقمان والسجدة، وطسم* أول الشعراء والقصص، وحم* في أوائل السور السبع، وكاف في أول مريم، وصاد في أول الأعراف ومريم، وص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ، وقاف في أول الشورى، وق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ، وسين في
أوائل الشعراء والنمل والقصص والشورى ويس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ونون في ن وَالْقَلَمِ، ففي كل من هذه الحروف وقع حرف المد واللين ووقع بعده حرف ساكن سكونه لازم في الحالين فحينئذ يجب مد حرف المد لأجل الساكن اللازم مدّا مشبعا لجميع القراء وقد يعرض لهذا الساكن ما يقتضي تحركه وذلك في الم (١) اللَّهُ أول آل عمران عند وصل ميم بلفظ الجلالة وذلك أن همزة لفظ الجلالة همزة وصل، فتحذف حال الوصل، فعند ذلك يجتمع ساكنان: الميم واللام، فتحرك الميم بالفتح تخلصا من التقاء الساكنين، وفي هذه الحال يجوز وجهان: المد المشبع نظرا