الوجه الثالث وهو القصر إذا لم يكن الحرف الأخير همزة نحو رَأْيَ الْعَيْنِ، إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ، فَلا فَوْتَ، حَذَرَ الْمَوْتِ*.
أما إذا كان الحرف الأخير همزة نحو شَيْءٍ* وسُوءَ* فليس له إلا الوجهان المتقدمان وهما المد المشبع والتوسط عملا بقوله: وصل ورش ووقفه.
والخلاصة: أن ورشا له فيما آخره همزة وجهان: المد والتوسط وصلا ووقفا، ولغيره فيه ثلاثة أوجه: عند الوقف عليه الطول والتوسط والقصر، ولا شيء للغير عند الوصل. وأما ما لا همز في آخره: فلورش وغيره الأوجه الثلاثة وقفا ولا شيء لهم وصلا.
١٨٢ - وفي واو سوءات خلاف لورشهم ... وعن كلّ الموءودة اقصر وموئلا
المعنى: اختلف عن ورش في واو (سوءات) وما تصرف منها نحو بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما*، يُوارِي سَوْآتِكُمْ، فمن الرواة عنه من استثناها من اللين فلم يجر فيها توسطا ولا مدّا بل أجراها مجرى قَوْلًا* وخَوْفاً*، ومنهم من لم يستثنها بل ألحقها ب سَوْأَةَ* والسُّوءَ* فأجرى فيها المد المشبع والتوسط، فحينئذ يكون لورش فيها ثلاثة أوجه: القصر كغيره من القراء، والتوسط، والطول. ولكن المحققين من علماء الفن على أن هذه الواو لا مد فيها لورش أصلا؛ لأن رواة مد اللين عن ورش أجمعوا على استثناء هذه الواو فحينئذ يكون الخلاف فيها دائرا بين القصر والتوسط، وعلى القصر يكون له في البدل الذي بعدها القصر والتوسط والمد، وعلى التوسط لا يكون له في البدل إلا التوسط. فليس لورش فيها إلا هذه الأوجه الأربعة: قصر الواو مع تثليث البدل، وتوسط الواو والبدل، هذا ما ذهب إليه المحققون وعليه العمل. ثم أمر الناظم بقصر الواو في كلمتين عن جميع الرواة عن ورش وهما الْمَوْؤُدَةُ في قوله تعالى: وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ في سورة التكوير ومَوْئِلًا في قوله تعالى: لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا في الكهف. ولا يخفى أن المراد الواو الأولى في لفظ الْمَوْؤُدَةُ، وأوجه البدل الثلاثة فيها لا تخفى. ومما تجب معرفته: أنه ليس المراد من قصر واو (سوآت) وواو الْمَوْؤُدَةُ وواو مَوْئِلًا مدها بمقدار حركتين بل المراد إذهاب مدّها بالكلية والنطق بواو ساكنة مجردة عن المد كالنطق بواو فَوْقَكُمُ* ونحوه، والله أعلم.