فوقه غير مماس له وأنه فوق الأشياء وفوق العرش ليس بينه وبين الأشياء أكثر من أنه فوقها.
٢ - وقال هشام بن الحكم: أن ربه في مكان دون مكان وأن مكانه هو العرش وأنه مماس للعرش وإن العرش قد حواه وحده.
٣ - وقال بعض أصحابه: أن البارئ قد ملأ العرش وأنه مماس له.
٤ - وقال بعض من ينتحل الحديث: أن العرش لم يمتلئ به وأنه يقعد نبيه عليه السلام معه على العرش.
٥ - وقال أهل السنة وأصحاب الحديث: ليس بجسم ولا يشبه الأشياء وأنه على العرش كما قال -عز وجل-: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه: ٥] ولا نقدم بين يدي الله في القول بل نقول استوى بلا كيف وأنه نور كما قال تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[النور: ٣٥] وأن له وجهاً كما قال الله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}[الرحمن: ٢٧] وأن له يدين كما قال: {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}[ص: ٧٥] وأن له عينين كما قال: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}[القمر: ١٤] وأنه يجيء يوم القيامة هو وملائكته كما قال: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً}[الفجر: ٢٢] وأنه ينزل إلى السماء الدنيا كما جاء في الحديث١ ولم يقولوا شيئاً إلا ما وجدوه في الكتاب أو جاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٦ - وقالت المعتزلة: أن الله استوى على عرشه بمعنى استولى.
٧ - وقال بعض الناس: الاستواء القعود والتمكن.
١ إشارة إلى حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ينزل ربنا -تبارك وتعالى- كل ليلة إلى سماء الدنيا حين بقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له" والحديث أخرجه أصحاب الصحاح الخمسة وانظر كذلك موسوعة أطراف الحديث النبوية حيث يشير إلى مواطن ورود الحديث.