للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٥ - جوابهم عمن سأل عن قدرة الله على الظلم؟

واختلفت المعتزلة في الجواب عمن سأل عن البارئ - سبحانه - لو فعل ما يقدر عليه من الظلم والجور على سبعة أقاويل:

١ - فقال أبو الهذيل في جواب من سأله: إن فعل البارئ ما يقدر عليه من الجور والظلم كيف كان يكون الأمر فقال: محال أن يفعل البارئ ذلك لأن ذلك لا يكون إلا عن نقص ولا يجوز النقص على البارئ.

٢ - وقال أبو موسى المردار في الجواب عن ذلك: إطلاق هذا الكلام على البارئ -عز وجل- قبيح لا يستحسن إطلاقه في رجل من المسلمين فكيف يطلق في الله فمنع أن يقال: لو فعل البارئ الظلم لقبح ذلك لا لاستحالته.

وكان أبو موسى إذا جدد الكلام عليه قال: لو فعل الله الظلم لكان ظالماً رباً إلهاً قادراً ولو ظلم مع وجود الدلائل على أنه لا يظلم لكان يدل بدلائل على أنه يظلم.

٣ - وكان بشر المعتمر يقول: أن الله يقدر أن يعذب الأطفال فإذا قيل له: فلو عذب الطفل قال: لو عذبه لكان يكون بالغاً كافراً مستحقاً للعذاب.

٤ - وكان محمد بن شبيب يزعم أن الله يقدر أن يظلم ولكن الظلم لا يكون إلا ممن به آفة فعلمت أنه لا يكون من الله - سبحانه - فلا معنى لقول من قال: لو فعله.

<<  <  ج: ص:  >  >>